الفصل الأول | أقل من العادية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إفصاح: "يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي”.

 إفصاح آخر: "أني أتجاهل ولست بجاهل، وغضيض للبصر ولست أعمى. “عبد الرحمن السميط رحمه الله

مساحة لذكر الله

*********************************

الفصل الاول




"منذ التحاقنا بالجامعة نفسها، ألم أُحذركِ من الظهور أمام وجهي؟ أنت فعليًا تدمرين صباحي"
.

اوه فعليًا! من يدمر صباح من؟

لم أتجرأ على رفع عيناي من فوق حذائي لرؤية الأعين التي تحدق بهذا المشهد المُسلي

 "أوليفيا".

نادت صديقتها لأتنهد وأشد قبضتي فوق طرف قميصي، شعرتُ بماء بارد يسكب عليّ من رأسي لأخمص قدماي، ارتعش جسدي وشهقت لبرودته بينما رفعت رأسي بسرعة، وصوت الضحكات من حولي أصبح معتادًا.

 "إلهي، أعتذر كثيرًا، لم أراك تقفين هنا".

بصوت مزعج مصطنع بالكامل اعتذرت صديقتها ساخرة بعد إن اصطدمت بي قصدًا ساكبة قارورة المياه في يدها ليتبع فعلها بعض الضحكات التي لم تأخذ الأمر بجدية بتاتًا. 

كُل صباح أُعاني من الأمر ذاته، والبرهان أني أحفظ باقي السيناريو فخلال ثواني ستُمسك حقيبتي وتفرغ جميع أغراضي فوق الأرضية، ثم تدفعني وتعيد تلوين قميصي بأحد المشروبات الغازية، وغالبًا يبدأ هذا بعد ثلاثة، اثنان، واحد....

"إنه هنا! لقد وصل دانيال!"

أحد الفتيات نبهت فريونكا لتتسع عيناها قبل ابتسامتها، وتصلح شعرها بحركة سريعة وتعدل من هندامها وتقرر تجاهل البقية لهذا اليوم والذهاب، لكنها لم تنسى الالتفات نحوي قائلة:

"فقط اغربي عن وجهي".

ومع ذهابها تفرق الجميع، وسُدل الستار عن هذا المشهد الهزلي.

تنهدت براحة، على الأقل انتهى هذا بماء بارد. أيامي لا تختلف عن بعضها كثيرًا، أتعرفون كيف ابتدأ يومي؟

لنعد لبداية يومي 'الرائع'

AM 7:00 في وقت سابق

"استيقظي حالًا جلنار”.

تأففت بضجر بينما أدثُر جسدي تحت الأغطية وأغمض عيناي لأعود للنوم، لكن صوت ارتطام الباب بقوة منعني من ذلك، الباب قد كُسر بكل تأكيد!

"جميع فتيات العالم يستيقظنَ صباحًا بنشاط، يأخذنَ حمامًا مريحًا ويتناولن الإفطار بعد اختيار ملابسهنَّ، عدا ابنتي، كل همها في هذه الحياة كيف أملأ معدتي؟ ولا تيقظونِ أنا سأنأم كجثة متعفنة".

اوه نعم أمي! إنه النص ذاته كل صباح، أتسائل إن كانت تحفظ هذا قبل المجيء إلى غرفتي وإيقاظي؟

"جـــلنــــار”. صرخت بقوة، وكوني أكسل من أن أرد فضلتُ محاولة العودة للنوم.

"لما أُنفق أموالي بحق الله لشراء هذه المُنبِهات عديمة الفائدة؟ يجب عليّ أن أخسر صوتي وأنا اوقظك!"

حقيقةً، أنا لم أُرِد أي منبه على الإطلاق! لقد أعجبكِ لونه وابتعته لي! كُنت سأقول هذا فعليًا لكنني أكسل من أن أفعل.

"حسنًا، خلال الخمس ثواني المقبلة إن لم تنهضِ الآن انسي لمدة شهر قادم".

 أنا طالبة جامعية ومازالت والدتي تعاملني كمراهقة في السادسة عشر.

رفعت الغطاء عن وجهي ناظرةً نحوها بملل ونعاس "أمي أرجوك لما دائمًا هاتفي هو هدفك الأول للتهديد؟ لما لا تنسي كوني أملك هاتفًا؟"

رفعتْ حاجبًا نحوي قائلة "إنها قاعدة الأُمهات الأساسية! أَحبُ الأشياء لقلب ابنتكِ هي أكثر ما يجب أن تُهدِديها بها، والآن إنهضي". دحرجت عيناي بملل هذا أكثر شيء شرير سمعته بحياتي.

رميت الغطاء بعيدًا، ونهضت جالسة لألتقط نظارتي، تثاءبت بكسل أحاول النهوض لكني أشعر بأن جسدي ثقيل، أظن أنني سأنهض بعد ساعة أخرى

"لوريندا استيقظت وستسبقكِ نحو المرحاض”.

يبدو أنني لن أستغرق سوى نصف ثانيةٍ للنهوض والركض نحو المرحاض، عذرًا لكن الوضع خطِر.. لأنه بينما جميع كائنات العالم تستغرق كحد أدنى خمسة عشر دقيقة في المرحاض، شقيقتي الصغرى لوريندا تستغرق أكثر من ساعة ونصف هناك.

 توقفت أمام باب المرحاض بينما أتنهد براحة المرحاض فارغ! شكرًا على الخدعة الماهرة أمي.

...


نظرت نحو انعكاسي في المرآة وابتسمت برضا على مظهري البسيط، سروال أزرق وقميص أبيض، وسترة في حال سكبت فريونكا بعض المياه!

جمعت خصلات شعري البني في عقدة بسيطة وعدلت إطار نظارتي السوداء التي تحيط عيناي، ارتديت حذائي البني، ممسكة بحقيبتي فوق كتفي واتجهت إلى الأسفل.

لم أجد يومًا متعة في محاولة تنسيق ملابسي كل صباح، هدفي الوحيد من الخروج خارج المنزل هو الدراسة لا غير، أجد الأمر بسيطًا، التقطت أول ما تقع عليه عينايّ وأرتديه، لكن ليت بعض الأشخاص بإمكانهم تقبل طبيعتي هذه..

"جلـــنــار". دحرجت عيناي وأفلت تنهيدة مُتعبة، عليها التوقف عن الصُراخ باسمي

"نعم أمي".

وضعت حقيبتي أرضًا، بينما أجلس على الكرسي الخاص بي على مائدة الطعام "ألم نتحدث مُسبقًا عن أمر مظهركِ، لما لا تهتمين بمظهركِ قليلًا عزيزتي؟"

 ها نحن نبدأ "كوننا تحدثنا عن هذا مُسبقًا، وأعني بــمسبقًا كل يوم تقريبًا كنت أجيبك دائمًا بــ.. أنا مرتاحة هكذا".

حملت شريحة الخبز بينما دهنتها بمربى الفراولة "أنا فقط أريدكِ أن تكوني مثل جميع الفتيات في عمركِ، فقط أن تهـ..". قاطعتها بسرعة " آسفة أمي إن كنت أزعجك، لكني حقًا لا اود أن أتغير". ابتسمت لها بود ثم أردفت "شكرًا لاهتمامكِ بي، أراك لاحقًا".

أمسكت حقيبتي وقبلت خدها على عجل، وركضت نحو الخارج وأنا أصرخ "أحبكِ أمي”.

زفرت وأغلقت بوابة الحديقة بينما أُعدل حقيبتي فوق كتفي. وأخذت خطواتي نحو الجامعة. دائمًا ما أسير وحيدةً صباحًا الأمر أصبح اعتيادي، لا أملك الكثير من الأصدقاء، في الواقع لا أملك أصدقاء وهذا هو جُزئي المفضل حيث استمتع بصفاء ذهني بعيدًا عن إزعاج الجميع.

مضيت نحو حرم الجامعة الواسع مُطأطأةً رأسي أرضًا.

 لم أكن يومًا الفتاة الشعبية التي يرمقها الجميع بنظرات الإعجاب، ولست حتى العادية التي يعرفها البعض ويعاملها البعض كزميلة، أنا فقط من يرمُقني الآخرون ببعض النفور أو يتجاهلونني تمامًا وهذا ما أفضله.

 لا أعلم لما قد تحمل الكراهية لشخص دون سبب؟ لا أحد من بينهم يعلم اسمي حتى! لكنهم يكرهونني أو بالأحرى يمقتون الأشخاص أمثالي، والبعض الآخر فقط سمع بعض الشائعات المريبة عني وقرر تصديقها.

البعض لا يعلم كوني موجودة في الجامعة، أنا شبه خفية هنا وإن رأيتم أن هذا مزعج فأنا أُعارضكم تمامًا هذا هو الأفضل، فأنا لا أحتاج إلى لفت الأنظار المصاحبة للمزيد من المشاكـ....

"منذ التحاقنا بالجامعة نفسها ألم أُحذركِ من الظهور أمام وجهي، أنت فعليًا تدمرين صباحي”.

حسنًا أنا خفيةٌ عن الجميع عدا إن قررت فريونكا أن تستمتع بوقتها، ومن الضحية؟ طبعًا أنا و ... أنتم تعرفون بقية الأحداث.

هذا ما يحدث لي هنا كل صباح، في الواقع فريونكا تجعلني دائمًا أضحوكة للجميع عندما تشعر بالملل، وتمضي يومها مرتاحة البال بعدها... لكن حمدًا لله يبدو إنها اليوم ستكتفي بالماء البارد.

أعلم أن التنمر هو حالة من حب فرض السيطرة، ومحاولة للتقليل من الآخرين لشعور أنك أفضل منهم، تصيب البعض خلال المرحلة الثانوية ومن المفترض أن نكون ناضجين أكثر بما أننا في العشرين من العمر، لكن يبدو أن فريونكا تعيش في مرحلة متأخرة من النضج.

 أنا وهي لطالما كنا معًا في الثانوية، ولطالما كانت تتنمر عليّ هناك، ظننت أنني سأتخلص منها ما إن انهي الثانوية. ولأنني كنت ذكية كفاية وذات درجات عالية تسمح لي بدخول جامعة مانشستر التي تقع بالقرب من منزلي في أكسفورد روود ، ظننت إنها لن تتمكن من الالتحاق بسبب درجاتها المتدنية، ولكني نسيت أن فريونكا ذات نفوذ كبير ومال أكثر، لتقوم بالدخول إلى هنا بواسطة أموال عائلتها دون أي جهد يُبذل.

نعم أتفق معكم، الحياة أحيانًا ليست عادلة.

اخذت نفسًا بينما اتجهت نحو مبنى الجامعة مُطأطأةً رأسي، على عكس بعض الفتيات المتجهات نحو مخرج الجامعة لمقابلة دانيال هايوود أو ملاك تخصص الطب البشري كما يُطلق عليه، لا ألومهن إن أطلقوا عليه هذا الاسم، دانيال هو النسخة الواقعية من الشاب المثالي في هوليوود، من دانيال هايوود؟

أعلم أن أول ما قد يتبادر لأذهانكم هو صورة نمطية لشاب ذو غرور وغطرسة يستمتع بالتنمر على الآخرين. في الواقع، لا.. الأمر مختلف تمامًا.

هو يستحق لقب الملاك بالفعل، فهو الفتى الذكي الذي ينافسني على الدرجات الكاملة، المحبوب جدًا جدًا.. جدًا وأنا أعنيها، الفتيان أيضًا لا يَبغضونه، يُعجبهم كونه فتى ظريف واجتماعي دائمًا يحب مساعدة الآخرين.

 ليس من النوع الذي يدخل في الكثير من العلاقات ثم يقوم بإنهائها. كما سمعت، هو يبحث عن فتاة تجعله يركع من أجلها، وهو لم يقع في الحب سوى مع فتاة واحدة نتاليا.

نتاليا فتاة من السنة الثالثة أي أكبر منا سنًا، رغم كون دانيال أصغر منها سنًا، عندما تواعدا كانت أُمنية كل فتاة إما أن ينفصل الثنائي أو يجدون فارس الأحلام المنتظر الذي سيكون رومانسيًا كدانيال، ويمكنكم تصور الكثير من هذا الهراء، لكن فعليًا دانيال ونتاليا انفصلا بعد شهران من المواعدة ولا نعلم السبب!

ماذا عني؟

من هنا أخبركم أن كل اهتمامي هو دراستي وتخرجي، أنا أتجنب أمثال دانيال ونتاليا. في الواقع أنا أتجنب الجميع هنا، يمكنني رؤية دانيال فقط في الممر، عند المحاضرات، والاستماع إلى الأحاديث المتنقلة عنه. هو شاب جيد وكامل لكن كما قلت لا أهتم، كل ما أحتاجه هنا هو الإفلات من هذه الجامعة بأسرع وقت أمكن دون أن أُصدر أية جلبة، كما دخلتها بهدوء سأخرج منها بهدوء.

شكرت دانيال عقليًا لإنقاذي رغم كونه لا يعلم بوجودي.

اتجهت نحو المرحاض، وضعت حقيبتي أرضًا لأُمسك بالمناشف أحاول تجفيف الماء البارد عن جسدي، أخرجت السترة التي جلبتها من قبل وارتديتها، وضّبت شعري بسرعة أحاول الخروج قبل مجيء أحدهم.

التقطت حقيبتي واتجهت نحو الباب لكن اندفاعه ودخول شخص ما اوقف جسدي. نظرت نحوها، لم تكن سوى فتاة ذات تسريحة شعر غريبة وألوان أكثر غرابة، والكثير من الوشوم وحلقات الأنف والشفتين، ابتلعت ونظرت نحو الأرض بسرعة، لم تفعل شيء سوى إنها تعدتني إلى الداخل لأعدو نحو الخارج سريعا متنفسًة الصعداء.

أدرت قفل الخزانة بسرعة والتقطت بعض الاوراق التي سأحتاجها للمحاضرة القادمة، أخذت نفسًا لألتفت وأتفاجأ بالشخص الذي اصطدم بي، لم أرفع نظري للأعلى فقط اعتذرت على عجل لأهرول بعيدًا، لكن في اللحظة التالية كاد وجهي أن يقبل الأرض بسبب القدم التي امتدت أمامي.

لحسن الحظ أو لسوئه لم أسقط أرضًا، لأن الشخص الذي حاول إسقاطي هو نفسه الذي أمسك بذراعي ورفعني لأستعيد توازني!

"اوه! آسف عزيزتي". نظرت نحو صاحب الصوت، تبًا ليس أنت الآن! لما لا تسير حياتي كما أريد فقط؟

"صباح الخير، لحظة ماذا كان اسمك مجددًا؟ اوه نعم لجنيار". أغلقت عيناي وأخذت نفسًا قويًا لأنظر نحو ديفيد اومأت نحوه ببساطة متجاهلة كيفية نطقه لاسمي بطريقة خاطئة، انتزعت ذراعي من بين يديه مستعدة للذهاب من هنا.

"عزيزتي أين كنتِ كل هذا الوقت؟ أكنتِ مريضة لذلك لم تتمكنِ من المجيء إلى الجامعة؟"

 في الواقع أنا هنا كل يوم ولا أحد يلاحظ، حتى أنت أيها المتملق، فعليًا عليه التوقف عن تملقي طيلة العام. هو يحتاج إلى درجات جيدة، ومن هي الوسيلة الأفضل للغش في الامتحانات؟ بالطبع لن يجد أحدا يزعجها غيري.

صرفت نظري بعيدًا بنية التوجه إلى قاعة المحاضرة، لو لم يقاطعني مجددًا " تبًا، حسنًا يبدو أنكِ منزعجة! على أية حال، أيتها العبقرية أين هي الخزانة رقم 156؟" تذمر قبل أن يسأل وهو يتكئ على الخزائن بملامح متململة.

تبًا للعالم! لا تخبروني أن خزانة المتملق ستكون بجانب خزانتي! أملك خزانة رقم 155... سأقتل نفسي.

التفت إلى الخزائن موجهة نظري للخزانة التي يقصدها، الخزانة التي كان يتكئ عليها كالأحمق. التفت لينظر حيث أنظر أنا، لتتسع عيناه ويصيح ببلاهة "اوه! لقد وجدتها!"

 أحسنت شارلوك هولمز، عدلت اوراقي بينما التفت متخطية المتملق لكن ما جذب انتباهي صوته المزعج وهو ينادي "داني.. دانيال لقد وجدت خزانتك الجديدة". رائع ليس المتملق إنه دانيال الذي يملك الخزانة بجانبي، بحق الله هل تبحث المشاكل قائلة أين هي جلنار؟

في الواقع، ديفيد هو صديق دانيال المقرب، وإن كان دانيال هو أفضل من في الجامعة فديفيد هو أسوء من فيها، أحمق بالكامل.

ديفيد لا يهتم بالدراسة ولا بالمستقبل، أموال والده كافية لتأمين مستقبله ومستقبل أحفاده لذلك تركيزه منصب على الفتيات وحفلات الأخوية!

 إنه زير نساء وهو صاحب أسوء الدرجات في قسمنا، إنه أحمق، متملق، كاذب، لعين، يحب جذب الانتباه بشكل مزعج، كما إنه فوضوي، ديفيد لا ينظر نحو الفتيات إلا إذًا توفرت فيهن أحد هذه الثلاث أشياء، جميلة و مثيرة، أو إن كانت الفتاة موضوع رهان بينه وبين أصدقائه فسيحاول التقرب منها، وأخيرًا فتاة ذكيه تحصل على الدرجات الكاملة والتي هو بالحاجة إليها، وأنا بالتأكيد أتضمن آخر نوع.

فريونكا حمقاء وأنا امقتها لكونها تضايقني بلا سبب يذكر ولكنها تدرك جيدًا إنها تضايقني وتفعله عن قصد لكني أمقت ديفيد أكثر منها، لأنه يضايقني بشكل غبي، غبي جدًا وفوق كل هذا هو أكثر حماقة من أن يدرك إنه يضايقني!

 كما أني أكره الشخص الذي تضمن شخصيته أحد هذه الخمس صفات، غبي، استغلالي، متملق، ضوضائي، ولا يحترم هدوء الآخرين، و... متملق! وديفيد تجتمع فيه كل هذه الصفات وأكثر لذلك أنا أمقته بشكل كبير.

دلفت نحو القاعة التي لم يكن يوجد بها أحد سوى عشرة أو أقل من الطلبة فالمحاضرة لم تبدأ بعد ومازال هناك ثلاثة وعشرون دقيقة لمجيء أستاذ المادة.

توجهت نحو المدرجات الفارغة لأختار أحد المقاعد في المنتصف حتى أستطيع الاستماع للمحاضرة جيدًا، استغللت الهدوء حولي لأبدأ في مراجعة معلومات المحاضرة السابقة.

بدأت القاعة بالامتلاء شيئًا فشيئًا بالطلاب وكالعادة، يجب على المتملق أن يدخل جاذب الانتباه بضجته المعتادة، نقلت نظري نحو دانيال الذي يجاوره ويضحك بخفة على حماقة صديقه، دحرجت عيناي بينما أعدت اهتمامي للأوراق بين يدي.

"هل ما زلتي مبللة؟" جفلت على الصوت بجانبي لألتفت بسرعة وتتجمد الدماء داخل عروقي، إنها الفتاة الغريبة من المرحاض! ماذا؟ هل ستبدأ هي أيضًا في التنمر عليّ؟ كل ذرة داخل جسدي صرخت بأن أنهض إلى أي مقعد آخر، لذلك أمسكت اوراقي ونهضت من مكاني، نظرت حول المكان في الواقع الأماكن الوحيدة الفارغة هي التي تقع في نهاية المدرج والتي سيكون من المستحيل أن أسمع شيئًا من هناك.

تنهدت والتفت أحاول إيجاد مقعد قريب. أستطيع الشعور بنظرات الفتاة المستمتعة نحوي، جذب انتباهي مقعد فارغ في المقدمة لكن حقيبة أحدهم كانت هناك، في الواقع أنا أعلم حقيبة من هذه، لأنه بمجرد أن حلقت عيناي للمقاعد المجاورة كان المتملق هناك وصديقه دانيال، والفتيات يلتففن حولهما يحاولن تبادل الحديث.

 لكن ما أفزعني هو انتباه المتملق لي، ليبعد حقيبته عن المقعد المجاور بينما يلوح بيديه نحوي وابتسامة كبيرة وخرقاء على وجهه ليصرخ "لجنيار، المقعد هنا فارغ يمكنك المجيء".

تبًا لك، فعليًا جميع الفتيات من حوله نظرن نحوي بتفاجؤ، ثم نظرن إلى ديفيد ليبدأن في التذمر لأنه منعهن من الجلوس "آسف، المكان هنا فقط من أجل منقذة درجاتي لجنيار". قال بصوت عالي للفتيات التي تحولت أنظارهن نحوي بشيء من الكراهية تقريبًا.

عاد هو يحدق نحوي بغباء وابتسامة، اللعنة اسمي ليس لجنيار اولًا، ثانيًا أُفضِلُ الجلوس بجانب الفتاة المخيفة هنا على الجلوس بجانب الأخرق هناك، لذلك رميت بجسدي فوق مقعدي دون أن أنظر نحوه.

"واو إنه ينظر نحوك تمامًا بحاجبيّن معقودان، إنه منزعج لأنك رفضتي الجلوس بجانبه".

صوت الفتاة بجانبي جعلني أعض على شفتاي دون أن أجيب، بالطبع سينزعج، فالطفل المدلل لم يحصل على ما يريد "بالمناسبة أنا لا آكل البشر". مالت نحوي قائلة ببعض الانزعاج مما دفع شعورًا بالذنب داخلي.

في الواقع لم تحاول مضايقتي حتى الآن، ولم تفعل شيء يذكر كل ما حصل أن ذوقها الخاص دفعني لأخذ صورة نمطية عنها. ربما أخطأت هذه المرة وهذا ما دفعني للهمس بـ "آسفة".

 ربما حكمت عليها مبكرًا، لطالما حكم الآخرون عليَّ بذات الطريقة.

"لا بأس" ردت. لأنظر نحوها لأجد ابتسامتها الصغيرة نحوي، ابتسمت لها بخفة قبل أن أومئ ويدخل الأستاذ هنا ويحل الهدوء من أحاديث الطلبة.

حرصت على تسجيل ما يقال حتى لا أضع نفسي في موقف سيء عند الاختبارات، لم تكن محاضرة طويلة، وسريعًا ما انتهت.

نهضت وقمت بلملمة حاجياتي، ولكن صوت الفتاة بجواري دفعني لرفع رأسي نحوها بينما تقول: "مازال ينظر نحوك وهو منزعج، صدقي أو لا، إنه ينظر لك بهذه النظرات منذ أن رفضتي الجلوس بجانبه حتى الآن دون أن يلتفت”.

حاولت ترطيب حلقي ونظرت نحوه بزاوية عيناي، إنه بالفعل ينظر نحوي بانزعاج وما إن لاحظ نظرتي نحوه ترك ما بيديه متجهًا نحوي.

حسنًا جلنار إنه وقت الهروب. وبدون أن أُلقي نظرة اخيرة نحو الفتاة بجانبي، كنت منطلقة إلى الخارج وكأنني أنطلق نحو الحياة هاربة من الموت.

فتحت خزانتي أُعيد بعض الأوراق داخلها وأضع ما سأحتاجه لاحقًا في حقيبتي.

توقفت لوهلة عندما لاحظت طرفًا لورقة بيضاء مدسوسة تحت أغراضي! سحبتها وتفاجأت عندما اكتشفت إنه ظرف، أنا لم أضع أي ظروف في خزانتي! 

ربما الظرف ليس لي إنما لدانيال، رسالة اعتراف أو ما شابه ولكن لا يوجد ما يدل على ذلك، اسمه ليس مكتوبًا والظرف لا يحمل أي رائحةً لعطر نسائي، كان ثقيلًا وثقله يدل على أن ما في داخله ليس مجرد ورقة!

اوه! شخص ما ظريف كفاية يحاول إضحاك نفسه بإحراجي، لا شيء داخله إلا مقلب سخيف آخر لمضايقتي.

ألقيت الظرف في القمامة وتجاهلت الموضوع مغلقة الخزانة والتفت مبتعدة.

...


ألقيت مجموعة الكتب التي اخترتها فوق الطاولة الخشبية. جلست فوق الكرسي وسحبت كتابي الأول لقراءته، أملك ما يقارب الخمسة وأربعين دقيقة من الهدوء، لمطالعة جميع الكتب التي ستساعدني في اختباراتي حتى المحاضرة القادمة.

أنهيت الكتاب الثاني ولخصت ما يهم في مذكرة خارجية، ابتسمت لنفسي في فخر بينما وضعت الكتاب جانبًا مستعدة لفتح الكتاب الثالث.
 

"ممل". جفلت للصوت الذي أخترق الصمت بجانبي، التفت ولم يكن سوى المتملق ديفيد يقف بجانبي ممسكًا بالكتاب الذي انتهيت منه للتو "من يطالع كتابًا عن أمراض الجهاز العصبي اثناء وقت فراغه؟"

طالبة في كلية الطب ربما! توجهت عيناه إلى كتاب آخر أنهيته أيضًا " البكتيريا والخلايا الدموية؟" قرأ العنوان ليلتفت نحوي رافعًا حاجبيه "أنت تُمازحينني؟" ما زلت لا أفهم لما أنت واقف هنا!

"من الممل الذي يقضي ساعات في قراءة هذا يا عزيزتي عــ..”. توقف فجأة قبل أن تقع عيناه على كتاب لم أقرأه بعد.

"مماليك التوبازيوس!"
 نطق العنوان بتعجب ممسكًا بالكتاب، لقد بدأ يزعجني حقًا "إلهي أنت فتاة غريبة”. دحرجت عيناي داخليًا لكني فضلت الصمت.

"ديف" صوت ما همس من خلفه ليلتفت، وأستغل أنا انشغاله لأسحب ذلك الكتاب من بين يديه وانهض متجهة للخارج، اصطدمت بأحدهم لكني اعتذرت على مضض دون النظر للشخص الذي اصطدمت به وانطلقت بعيدًا عن المكتبة.

ألا يمكن للشخص أن يحظى ببعض الوقت مع نفسه في هذه الجامعة؟ البشر كتلة من الإزعاج، الكذب، والنفاق، كم أكره هذا المجتمع.

جلست فوق أرضيه السطح الباردة، رغم أن الصعود إلى هنا محظور لكنه القانون الوحيد الذي انتهكته، لأن السطح هو المكان الوحيد حيث لا أحد وأنا فقط. وضعت الكتاب جانبًا وفكرت أن عليّ إعادته لاحقًا لم أكتب اسمي حتى يبدو الأمر وكأني سرقته، لقد سحبته دون تفكير بسبب إزعاج المتملق وتوتري.

رفعت عيناي للسماء الزرقاء الغائمة، ألم تكن الشمس ساطعة! ربما ستمطر.

تنهدت براحة للهدوء من حولي، أعدت أنظاري للكتاب لألتقطه وأعدل نظاراتي، أطراف أصابعي تلمست غلاف الكتاب برقة، قديم وثمين، غلافه يدل على أهميته، يبدو ككتاب تاريخي عظيم!

بعض الزخارف البارزة والعنوان كان الشيء الوحيد الغائر "ممالك التوبازيوس". تمتمت بخفوت، يبدو اسمًا غريبًا، أيوجد ممالك باسم التوبازيوس؟

أردت فتح الكتاب لكنه صدمني بكونه مغلق، لما هو مغلق؟ أتمزحون معي؟ لما يوجد قفل لكتاب في مكتبة الجامعة؟ ربما يمكنني فتحه بمفك أو شيء حاد، ما نوع المعلومات الموجودة هنا حتى يتم إغلاقه؟ هل هو شيء مهم؟ لما يوجد قفل إذًا؟ وأين المفتاح؟

تبًا لقد تحولت لفتاة فضولية مجددًا ولكن الأمر حقًا يثير غيظي، رغبتي في معرفة ما يوجد في داخل الكتاب أكبر الآن ولكن، يبدو أنني سأسبب المشاكل لنفسي إن أبقيت عليه معي، عليّ إعادته الآن.

عدت أدراجي نحو المكتبة في نية الاعتذار من الأمينة وإخبارها أنني أخذته بالخطأ وإعادته بسلام، وكنت محظوظة كونها هناك تراجع بعض الأوراق أمامها.

"مرحبًا آسفة على إزعاجك”. صوتي دفعها للنظر نحوي من فوق نظاراتها، فتبسمت لي بلطف لأردف "أظن أني أخذت هذا الكتاب من هنا بالخطأ وأريد إعادته”. وضعت الكتاب فوق الطاولة أمامها لتأخذه.

عدلت النظارات فوق أرنبة أنفها تتفحص الكتاب بحاجبيّن معقودين قبل أن تقول: "عزيزتي، أظنكِ أخطأتِ! لا نملك كتب كهذه هنا”.

 لحظة! ماذا؟

"أنا متأكدة أني أخذته من هنا”. أكدت بتوتر وأنا أبدل وزني من قدم لأخرى "لا أظن ذلك، ربما اختلط الأمر عليكِ، أنا أحفظ جميع الكتب الموجودة هنا جيدًا، أنا على يقين أن المكتبة لا تحتوي كتب كهذه. ربما أخذته من شخص كان يقرأ بجواركِ عن طريق الخطأ”. ماذا واللعنة؟ أنا لم أفعل لم يكن هناك شخص يجلس بجواري عندما كنت أقرأ؟

"لكن". حاولت التبرير لكن صوتٌ صدر من خلفي قاطعني "ألم تنتهي بعد؟" نظرت للفتى الذي يقف خلفي ويبدو عليه الانزعاج، تنهدت وسحبت الكتاب معتذرة.

شعور غريب دفعني للتمهل لثواني والإلتفات للمرة الأخيرة نحو أمينة المكتبة، لم أكن مخطأة فعلى الرغم من انخراط الفتى الذي تلاني بشرح ما يحتاج عينها كانت معلقة علي مع ابتسامة صغيرة مثيرة للريبة
 دفعت القشعريرة على طول ذراعي.

التفت بسرعة أنظر بعيدًا وخرجت من المكان وأنا أشعر ببعض القلق، أظن أنني أثير قلقي من اللاشيء.

نظرت للكتاب العملاق، ماذا أفعل بك الآن؟! ربما أحاول فتحه لاحقًا، تبًا لا أعلم ما العمل؟ أنا متأكد أن الكتاب كان من المكتبة، يبدو أنه علق معي.

اتجهت نحو خزانتي وأخذت حقيبتي ووضعت الكتاب الضخم داخلها وقد نويت تفحصه لاحقًا، ليس عليّ أن أشغل عقلي به الآن، ركزي على يومك الدراسي جلنار، نظرت إلى ساعتي.. مازال هنالك بعض الوقت قبل ان تبدأ المحاضرة الجديدة، لا بأس سأتجه إلى القاعة الآن، لست مبكرة أو شيء كهذا لكن أحب أن أكون هناك قبل الازدحام.

التفت للمغادرة لكن تجمد جسدي عند ملاحظة الجسد الواقف بجانب خزانتي أمام الخزانة رقم 156... دانيال، إذًا بالفعل الخزانة التي بجانبي مُلكٌ لدانيال! تبًا.

أخذت نفسًا وحاولت قدر الإمكان الانسحاب دون إصدار أي صوت، الأمر ليس أني لا أريد جذب  انتباه  الفتى المعروف لكنّي لا أريد تخيل ردة فعل فريونكا إن علمت أنه نظر نحوي ولو عن طريق الخطأ، بما إنها لا تترك فرصة للسخرية مني، يكفي أنّ خزانته بجانب خزانتي أنا منتهية فعليًا، دائمًا ما التصقت فريونكا بدانيال حتى إنها حصلت على الخزانة بجوار خزانته القديمة عمدًا.

و الآن ستحاول الحصول بالتأكيد على الخزانة بجانبه، ولا تمتلك سوى خيارين إما الفتاة في الجانب الآخر والتي لن تتوقف عن النظر إلى دانيال بابتسامة بلهاء، أو الخيار الثاني والذي أنا متأكدة منه بنسبة تسعة وتسعون بالمئة... أنا، ستجبرني على ترك خزانتي بكل تأكيد .

ابتسمت مستسلمة لهذه الفكرة، لن أمانع تبديل الخزائن مما سينقلني بعيدًا عن المشاكل.

لم ألحظ الشخص الواقف أمامي مع ابتسامة ملائكية ويتحدث منذ... لا أعلم منذ متى؟ أجفلت عندما اقترب خطوة وحرك يديه أمام وجهي "هل رأيتِ ديفيد في أية مكان؟" سؤاله كان سهل الإجابة، لا لم أفعل ولكن كوني الشخص الذي يخشى الحديث مع الآخرين تجمدت مكاني.

ظللت أحدق بوجهه بشكل يجعلني أبدو كغبية "اوه، أنا أعني الفتى الذي تحدث معكِ صباحًا بشأن الخزانة". حاول التوضيح قاصدًا المتملق، ما شأني؟

لم يترك القدر لي أي فرصة للاعتذار والإجابة عن سؤاله بلا، لأن عيناي التقطت جسد فريونكا المتجه نحونا مع نظرات شرسة، تنهدت بخفة مستسلمة للأمر الواقع آسفه دانيال، لا أملك خيار سوى تجاهل سؤالك، لذلك التفت دون قول كلمة أخرى وابتعدت من أمام أنظار الاثنان.

أبعدت جميع الأفكار التي تصرخ بأني أبدو كحقيرة الآن إلى مؤخرة رأسي، توقفت خلف الخزانات ألتقط أنفاسي، لما أنا بهذا الجُبن؟

"لا تلقي لها بالًا، إنها غريبة أطوار وحقيرة مع الجميع على كل حال”. التقطت أذني صوت فريونكا التي تتحدث إلى دانيال، عضت على شفتي أحاول كتم غيظي "قول هذا ليس لطيفًا فريونكا". اللعنة لا أحتاج للشفقة.

 "أرجوك! ليس عليك أن تكون جيدًا مع الجميع، إنها بالكاد تتحدث ربما هي مصابة بعته ما”. تنفسي جلنار تنفسي لن تستطيعِ جرها من شعرها على أية حال!

"جنيـــار"

توقفت أنفاسي عندما سمعت صوته، التفت نحو المتملق الذي كان يركض نحوي بينما يلهث بتعب، كما أن اسمي جلنار وليس جنيار واللعنة.

لم أقف مكاني وكنت أملك نية الابتعاد عنه، لكن صوت صراخه جعلني أتوقف " إياكِ ومحاولة الهرب مجددًا”. كان يحاول التقاط أنفاسه من التعب، حسنًا ربما يجب عليّ رؤية ما يريد!

رفعت رأسي لكن رؤية ملامحه الغاضبة أصابتني بالفزع، ولذلك نسيت جميع أفكاري وأطلقت سراح قدماي لتركضا مبتعدتان عنه بسرعة "اللعنة توقفي.... أنا سأموت.. إن استمررت في الركض". صراخه من بين أنفاسه أيضًا تجاهلته، إن كان عليّ تجنب المشاكل حتى التخرج إذًا فهذا الفتى هو الشخص الأول الذي عليّ تجنبه.

....

"لقد عدت". أعلنت بصوت عالي بينما أنزع حذائي وأضعه جانبًا.

أجفلت ما إن ركضت لورندا شقيقتي الصغرى نحوي تلهث والفزع بادي على وجهها، حسنًا هذا ليس ترحيبًا لائق بي!

"حمد لله إنكِ هنا". قالت وهي تزفر قبل ان تتمتم محدثة نفسها "لا أعلم كيف سأطلب رأيك في هذا ولكن لا أملك خيار آخر". عقدت حاجبيّ في استغراب قائلة: "ما الخطب؟" أمسكت بمعصمي وسحبت جسدي خلفها مهرولة دون أن تعطيني إجابة واضحة!

"اوه جلنار لقــ”. خرجت أمي من المطبخ عندما رأتني لكن لوريندا قاطعتها وهي تركض وتجر جسدي خلفها "ليس الآن أمي، ليس الآن".

دلفت إلى غرفتها بسرعة ودفعتني أمام سريرها وقالت "استمعي جيدًا، أنا في ورطة، أحتاج رأي أحدهم وصديقتاي لوسي وماري كلاهما مشغولتان ولا يوجد سواك". رفعت حاجبًا وكتفت ذراعي قائلة "لا زلت لا أفهم، ما غرضك من جري إلى هنا؟"

التفتت نحو سريرها لتمسك بثوبين كانا ملقيان هناك " أي ثوبٍ هو الأفضل الأسود أم الأحمر؟" سألت بملامح مترقبة، أصبحت مشوشة الآن بالفعل، هل أنا هنا لأخبرها أي الثوبين أفضل؟

أخرجت صيحة تذمر قبل أن تقول " أرجوك جلنار، مستقبلي يعتمد على هذا". نظرت للثوبين قبل أن أنظر لوجهها قائلة "كيف لمستقبلك أن يعتمد على لون الثوب؟" دحرجت عيناها وتذمرت بصوت باكي "جلنار لا أملك وقتًا لغبائك الآن، لدي موعد مهم مع كريس، لا أعلم أي ثوب هو الأفضل".

 ماذا؟ مــ.. موعد؟ كريس!! دعوني أتخطى الصدمة "ماذا قلتي؟" سألت لعليّ سمعت الأمر على نحو خاطئ، سقطا كتفيها بإحباط ونظرت لي بتململ "صدقيني لا أملك وقتًا للعب دور الشقيقة الكبرى والصغرى، موعدي في الخامسة والآن الساعة الثالثة، لن أفسد موعدي مع كريس".

نظرت لها بعدم تصديق وصحت "أتمزحين معي؟ إنك في السادسة عشر! هل تعلم أمي عن هذا؟ أنا في الواحد والعشرين من عمري، ولم يمسك فتى يدي بشكل خاص!" كتفّت ذراعيها وقالت بنبرة مثيرة للغيظ "عزيزتي، وهذا هو السبب لما سينتهي بك الأمر عانس وحيدة يخافها أطفال الحي".

اوتش، تلك الطفلة فقط أريد... تنهدت قبل أن أقول "لا عليك الثوب الأسود يبدو جميلًا، لكن على أمي أن تعرف أنك –". وقبل أن أكمل كُنت مدفوعة خارج الغرفة وقد أغلقت الباب في وجهي وصرخت "شكرًا لكِ”.

أتمنى ألا تحظى بوقت صعب لاحقًا، لوريندا تحظى بشعبية في مدرستها كما إنها شخصية اجتماعية على عكسي أنا، وهذا جيد ولكن تجربتي مع الأشخاص ذو الشعبية يدفعني للقلق على لوريندا فلا أريدها أن تصبح نسخه أخرى من فريونكا.

 التفت متجهة لغرفتي قبل أن يوقفني صوت يثير استفزازي دائمًا..

"اوه ها أنت ذا، أنا جائع أحتاج أن أتناول شيء ما". أغمضت عيناي وأخذت نفسًا قبل أن التفت لشقيقي الأكبر لوش "لقد عدت من جامعتي للتو، وانظر للمصادفة الجميلة أنا أيضًا جائعة، والآن أغرب عن وجهي، قبل أن أصنع منك فطيرة".

قلت بملل قبل أن أدفع جسده من أمامي، نظر نحوي بلا مبالة وقال "أنا متعب ولا أستطيع النزول لإحضار الطعام أحضريه لغرفتي”. التفت أنظر له بغيظ قبل أن أمسك بالمزهرية الموضوعة على الطاولة الصغيرة لأقوم بإلقائها عليه وأركض بسرعة إلى غرفتي.

"جلنار أيتها الحقيرة افتحي هذا الباب حالا". صرخ لأقهقه بقوه "أنت تحلم، في المرة القادمة احتفظ بأوامرك لنفسك". صحت ليركل الباب بقدمه "هل أنت مجنونة هل تريدين قتلي؟ أتعلمين لو أصابتني تلك المزهرية أين سأكون؟" ضحكت وصحت مستمتعة بإغاظته "نعم، أسفل التراب".

قابلني الصمت هذه المرة، هل ذهب بالفعل؟ اتجهت إلى باب غرفتي أفتحه براحة، لكنّي لم أتوقع أن أقابل جسد أمي واقف أمامي مع ملامح غاضبة ومغرفة الطعام في يديها " مرحبا أمي! أنا". قاطعتني "أنت معاقبة هاتفك يا آنسة". ما اللعنة؟ "لكن أمي هو من بدأ الأمر لقد قــ". توقفت عن الحديث أمام نظرتها المرعبة لأخرج هاتفي من جيبي وأضعه في يديها.

"والآن، غيري ملابسك واتجهي للأسفل لتناول الغداء معًا" قالت مع ابتسامة كبيرة قبل أن تلتفت متجهة للأسفل، رائع والآن لا هاتف.

.....

" حقًا أمي" تذمرت لوريندا الممسكة بمعلقتها بينما تحرك طعامها بلا شهية.

" إن لم تتناول طعامك سيصبح خروجك من باب المنزل حلمًا جميلًا". هددت أمي لتدحرج لوريندا عيناها "من قد يتناول البازلاء مع البطاطا المهروسة بحق الله؟" تمتمت لوريندا لأنظر إلى أخي لوش الذي يلتهم طبقه بسرعة، أظن أني وجدت واحدًا!

 أمي دائمًا ما تملأ الفراغ في حياتها باختراع وصفات غير قابلة للاستعمال البشري، أخي لوش الوحيد الذي يأكل أي شيء تقع عليه عيناه لذلك هو خارج الحسبة.

"هاي لوش". همست لينظر نحوي بفم ممتلئ بالطعام " أتريد طبقي؟" همست ليومئ بسرعة، وضعت محتويات طبقي داخل طبقه دون أن تنتبه أمي ثم قلت "انتهيت". وقفت لتبتسم لي أمي وتنظر للوريندا "انظري حتى جلنار أنهت طبقها". ابتسمت ابتسامة جانبية نحو لوريندا التي تنظر نحوي بفم مفتوح واتجهت إلى غرفتي.

أغلقت باب غرفتي وألقيت بجسدي المتهالك فوق السرير، تنهدت على الشعور المريح الذي غمرني بعد يومٍ جحيمي آخر، قفزت إلى عقلي صورة الكتاب الغريب الذي أحضرته من المكتبة هذا الصباح، اتجهت يدي نحو حقيبتي وأفرغت ما بها فوق سريري لأمسك بالكتاب وأرجع باقي الأغراض إلى الحقيبة مجددًا، ذلك الفضول الذي اعتراني عند رؤيته ها هو يعود مجددًا، تلمست الزخارف الذهبية على الكتاب والعنوان الغائر، لا أتذكر أنني سمعت في دروس التاريخ يومًا عن مماليك تسمى بالتوبازيوس! ربما عليّ البحث على الإنترنت.

حاولت فتح الكتاب بقوة لكن القفل الموجود قوي جدًا، أخرجت مقصًا من الدرج المجاور لسريري وأدخلت طرفه داخل القفل محاولة فتحه لكن لا فائدة، رميت المقص جانبًا وأمسكت بالكتاب" حتى أنت لا تريد المساعدة". تنهد قبل أن ألقي بالكتاب جانبًا.

جذب أنظاري ورقة مطوية ما سقطت من بين أوراق الكتاب المغلق، أمسكت بها بحذر تبدو مهترئة وصفراء وقديمة جدًا!

أخذت نفسًا قبل أن أقوم بفتحها..

ما هذا؟

هل تمزحون معي؟ كل الحماس والحذر لا فائدة منه، كل الموجود هنا مجرد رموز متشابكة بشكل غريب وكأنها رسوم أطفال.

رائع يبدو أن هذا كل ما سأحصل عليه، تنهدت قبل أن أعيد الكتاب الضخم إلى الحقيبة وقمت بوضع تلك الورقة بين صفحات أحد دفاتر ملاحظاتي حتى لا تتمزق.

ألقيت بجسدي فوق السري في تململ ماذا الآن؟ ماذا أفعل؟ لا أستطيع التسكع لأني لا أملك أصدقاء أتسكع معهم، لا يمكنني العبث بهاتفي كما أفعل كل يوم لأني معاقبة بسبب شقيقي الأحمق، في الواقع أملك شيئًا واحدًا أستطيع فعله "النوم بالتأكيد!" صحت بحماس لأغلق الأضواء في الغرفة بابتسامة عريضة. أعلم، من الأحمق الذي يشعر بكل هذا الحماس لفكرة النوم؟

كشخص لا يملك سوى النوم، أنا أفعل!!

....

"حسنًا أمي سأنهض فقط لا تصرخي".  

صحت بانزعاج قبل أن أُلقي الغطاء من فوق جسدي، تبًا الجو حار جدًا! أنا متأكدة أنني تركت جهاز التبريد يعمل قبل أن اخلد للنوم، لابد أن أمي قامت بإغلاقه.

تنهدت قبل أن أتثاءب بنعاس، نهضت من فوق السرير متجه إلى المرحاض، أشعر بكل عضلات جسدي متصلبة وكأن أحدهم قام بضرب جسدي بشدة.. اللعنة!

عبرت من أمام مرآتي الموضوعة بطول الحائط لأبتسم إلى وجهي المبعثر وأكمل طريقي بسلــ.."ما الذي...؟!"

توقف جسدي عن الحركة قبل أن أعقد حاجباي. "منذ متى أمتلك مرآة بهذا الحجم في غرفتي؟" تمتمت قبل أن أعود عدة خطوات للوراء انظر للمرآة، شهقة عالية خرجت من بين شفتاي عندما أدركت انعكاسي الذي أراه.

 نظرت نحو جسدي الحقيقي لتتسع عيناي، لما ارتدي ثوبًا كهذا؟ أنا لا املك حتى ثوبًا يبدو من العصور الوسطى، أنا لا املك أي فساتين في خزانتي! من أي جاء هذ....

لحظة!!

أين أنا؟ هذه ليست بغرفتي. ركضت لخارج الغرفة بفزع بسرعة، لأهبط السلالم وتلتقط عيناي أمي التي تجهز الفطــور "أمي أيــ.".

 هذه.. هذه ليست أمي؟ ماذا يحدث؟

 "اوه لقد استيقظتِ أخيرًا، لماذا تستغرقين في النوم كل مرة هل تعلمين كم هو غاضب الآن بسببك؟"

 مـ...ماذا؟

"عفوًا لكن من..". قاطعتني السيدة الغريبة وهي تدفع بجسدي نحو باب ما "إنه ينتظرك منذ مده طويلة هيا لا تجعليه يغضب أكثر، أنت كسولةٌ جدًا سيصرخ عليك اليوم أيضًا". فتحت تلك السيدة الباب بينما تدفعني إلى ما اتضح أنه خارج هذا المنزل الغريب.

"لحظة.. لحظة واحدة! أين أنا؟ ومن ينتظرني؟" صرخت بفزع لتهدأ ملامحها وتبتسم بود ولطف وتقول " إنه قدرك!" وبكل هدوء أغلقت الباب من خلفها.

أي نوع من المزاح هذا؟ من هذه؟ وأين أنا؟ وعن أي قدر تتحدث؟

"تأخرت للمرة السابعة والثلاثون".

قفزت من مكاني بسبب الصوت الخشن والعميق الذي صدر من خلفي، ابتلعت بينما التفت ببطء لتقابل عيناي ظهر عريض لرجل ما "عفوا! لكن أين أنا؟ من أنت؟" سألت وأنا اقترب بحذر انتقلت بنظري إلى يديه اللتان كنتا تمسكان بفأسين ليتسمر جسدي "كم أتمنى فقط فصل رأسك عن جسدك". حسنًا هذا ليس لطيف، ليس لطيفًا بالمرة..

التفت ذلك الشخص ولكن لم أجد الفرصة لرؤية وجهه..

لم أستطع رؤية شيء فقط ضوء قوي هاجم عيناي

 "جلنــــــار!"

صوت ما ينادي من بعيد ويقترب شيء فشيئا

"جلنـــــــــــــــار!" إنه يصبح أوضح "جلنـــــــــــــــــــــــــــار!"

 أنتفض جسدي بينما أرتفع من فوق السرير أتنفس بصعوبة نظرت حولي بسرعة، إنها غرفتي المعتادة! وهذا هو سريري وملابسي العادية.

 أخرجت نفسًا كان محبوسًا وكأنني كنت أفقد روحي، هذا أفظع وأغرب حلم قد أحلم به طيلة حياتي..

"جلنـــــــــار!" التفت بسرعة لصاحب الصوت المزعج لأدحرج عيناي..

  إنه الأحمق لوش فوق كرسي المكتب الخاص بي مغمض عيناه ويحشر زوجان من سماعات الأذن داخل أذنيه.

 أنا متأكدة مئة بالمئة أن أمي قامت بإعطائه عشرة دولارات حتى يقوم بإيقاظي، لكن يبدو أن له طريقته الخاصة في إيقاظ الأشخاص.

أبعدت الغطاء عن جسدي قبل أن أنهض متجهة لخارج الغرفة "جلنـــــار". مازال الغبي يصرخ باسمي، لا بأس سيفتح عيناه قريبًا وسيعرف أنني استيقظت.

خرجت من حوض الاستحمام وأحكمت رباط ثوب الحمام حول جسدي قبل أن أخرج متجهة إلى غرفتي.

"جلنـــار استيقظي". تبًا مازال الأحمق يصرخ ولم يكلف نفسه عناء فتح عينيه والنظر حوله حتى، اتجهت نحوه قبل أن اقوم بسحب زوج السماعات من أذنه " اللعنة أمي، ماذا الآن؟ أنا أيقظ جلنــ.". فتح عيناه أخيرًا ونظر نحوي ليصرخ بفزع قبل أن يفقد توازنه ويسقط من فوق الكرسي، في الواقع كنت لأنفجر ضحكًا على هذا لكنني لست في المزاج الذي يسمح لي بهذا.

"جلنار! أنت مستيقظة؟ لكن كيف؟" نظرت نحوه بتفاجؤ مصطنع "اوه إنها معجزه!" تحولت نظرتي إلى السخرية قبل أن أدفعه خارج الغرفة "والآن أخرج من غرفتي". أحكمت إغلاق الباب لينفجر سيل من تذمرات لوش التي لا تنتهي

"أنا المخطئ أردت المساعدة وإيقاظك حتى لا تتأخري لكن لا، من يهتم إذًا أراد لوش اللطيف الطيب مساعدة أحدهم؟ لأن الجميع لا يبالي انــ...". بدأ صوته بالابتعاد لأتنهد، هل هو أخي الأكبر حقًا؟

بدلت ملابسي بسرعة بينما جمعت شعري للأعلى وأخذت حقيبة يدي متجه للأسفل توقفت فجأة ممسكة بمقبض الباب، بينما قشعريرة غريبة اجتاحت جسدي عندما قفز ذلك الحلم إلى رأسي مجددًا، في الواقع أنا لا أذكر الكثير من الحلم سوى الثوب الغريب وامرأة تتحدث عن شيء ما أمام منزل غريب و.... ورجل ذو فأسين، لما ننسى أحلامنا الغريبة بهذه السرعة؟ حركت رأسي للجهتين قبل أن أخرج من غرفتي متجه للأسفل.

" صباح الخير، مبكرة كالعادة". سخرت أمي لأقهقه بخفة وأقول" آسفة، لكن النوم هو أقرب الأشياء لقلبي ... بما أني لا أملك شيئًا أفعله غيره". تمتمت في نهاية الجملة.

 "إذًا جدي شيئًا لتفعليه". اوه تبًا ها نحن ذا..

 "شيئًا كـ تنظيف المنزل أو غسل الأواني أو التخلص من القمامة أو جلب البقال أو مساعدة لوريندا على حل واجباتها المدرسية او-". بدأت أمي في إخباري كم هي مشغولة ولكن بطريقة غير مباشرة وأنه عليّ مساعدتها قليلًا.

"حسنًا لقد وصلت الرسالة". أوقفتها قبل ان تكمل قائمة الملا نهاية "عندما قلت لا أفعل شيئًا غير النوم لم أطلب قائمة للأعمال الشاقة". مازحتها لتنظر نحوي بعينان ضيقة وتدفع كتفي بخفة وهي تضع أمامي طبق من البان كيك والعسل.

"تعلمين أنك إذًا احتجتني يمكنك جري خارج غرفتي وإخباري بما تريدين أيتها الملكة". قلت قبل ان أملئ فمي بفطائر البان كيك "حسنًا، حسنًا أعلم ذلك". قلت قبل أن تعبث بشعري، هل أخبرتكم كم أحب هذه المرأة؟

"صباح الخير" صدح صوت لوريندا المرح قبل أن تقفز فوق الكرسي الخاص بها " صباح الخير". رددت أنا وأمي في نفس الوقت، وضعت أمي طبق الفطور أمامها لتبدأ في التهامه، توقفت عن مضغ طعامها فجأة وهي تنظر نحوي قبل أن تبتلع ما في فمها "هل ستذهبين هكذا للجامعة؟"

 سألت لأدحرج عيناي، ها نحن نبدأ "متى ستقررين تبديل خزانة جدتي التي تنتقي ملابسك منها؟" سخرت لأتظاهر بالضحك قبل أن أنظر نحوها ببرود "مضحك جدًا هاها، صدقي أو لا، خزانة جدتي تلك تعجبني".

حسنًا تعجبني نوعا ما، أعنى لا يجب أن تعجبني الملابس التي أرتديها! إنها شيءٌ يوضع فوق جسدك فحسب! "أنت تدمرين مستقبلك". قالت بلا مبالاة لتكمل مضغ طعامها "من يهتم". تمتمت لنفسي.

"أنا ذاهبة!" أعلنت قبل أن التقطت حقيبتي وأقبل وجنة أمي وأتجه للخارج مسرعة للجامعة، عادة أحب أن أخذ كل وقتي في الذهاب لهناك لكن، لقد استنفذت الكثير من الوقت ومحاضرتي أوشكت على البدء، والسبب الثاني، لا أريد أن أبداء في التفكير حول ذلك الحلم الغريب.

ضوضاء الحرم الجامعي استقبلتني، الكثير من الأحاديث هنا وهناك، لا أحد يلاحظني.. كالعادة، غريب أين هي فريونكا عادة تكون هنا تستعد لاستقبالي بحماسة؟ ربما لا تمتلك أية محاضرات اليوم، سيكون هذا يومًا مسالمًا إذًا، نسبيًا سيكون كذلك.

دلفت للمبنى الضخم نحو خزانتي لتتجه بعض النظرات نحوي بينما يهمس البعض بسخرية مضيفًا بعض الحماس لحديثه "مثيرة للشفقة" ... "سمعت أن الجامعة قبلت بها فقط بسبب ما حدث لوالدها، نوع من الشفقة". ... "سمعت أنها حُبست في منزلها لوقت طويل دون أن تخرج، لذلك لا يقترب أحد منها".

وما إلى ذلك، لا بأس الأمر لم يعد يجرحني، لقد اعتدت على الأمر. منذ الصف التاسع أصبحت هذه الكلمات كأني أستمع لحالة الطقس التي أتجاهلها كل صباح.

توقفت أمام خزانتي لكني تجمدت ما إن نظرت لها، هل هذه مزحة؟

 خزانتي مملؤةٌ بصور ساخرة مع كلمات مسيئة... اوه! لقد وجدوا بعض الأفكار الجديدة حبل مشنقة معلق مع كلمة موتي! هذا جدًا طفولي. في الواقع لن أموت لأنك فقط وضعت حبل المشنقة! لست يائسة لهذا الحد.

 تنهدت قبل أن أنزع الصور والحبل وألقي بهم في سلة النفايات بهدوء، وأعود للخزانة بينما بعضهم ينظر نحوي ويقهقه "ما هذا؟ لما ألقيتهم؟ كانوا يتناسبون مع خزانتك تمامًا". بالطبع كان عليّ أن أتوقع...فريونكا، تجاهلت صوتها وأكملت ما أقوم بفعله " وما ردة الفعل الباردة هذه؟ لقد ظلت فريونكا تفكر في طريقة لمفاجئتك الليل بطوله كوني حمقاء مسلية وقومي بردة فعل أكثر تسليه". صوت الضحكات تتعالى، إنهم يستمتعون بالفعل هنيئًا لهم.

"صباح الخير". صوت مزعج انطلق في المكان ليصمت الجميع، وما هي إلا ثوانٍ حتى انطلقت بعض الأحاديث المصطنعة والمتملقة... بالطبع دانيال والمتملق هنا، لقد صرف الجميع انتباهه عني إنها فرصتي حتى انسحب تمامًا من هذا المكان.

"اوه جيجنار صباح الخير!"  حسنًا اسحب ما قلت، لم يُصرف انتباه الجميع عني، لما لا يبتعد هذا المتملق عن طريقي وحسب؟ ولما ينطق اسمي اللعين بطريقة خاطئة؟ تجاهليه جلنار تجــــاهليه.

"هيا يا فتاة، ردي التحية فحسب ليس بالأمر الجليل". تذمر بينما يقترب ليتوقف أمامي "لا تحاول ديفي، إنها ميؤوس منها تمامًا.. مثيرة للشفقة". سخرت إلينا صديقة فريونكا الأخيرة.

 تمامًا كما أخبرتك، أنا مثيرة للشفقة لذلك ابتعد عن طريقي.

 "هذا ليس لطيفًا لقوله لشخص ما!" شخصٌ ما قرر الدفاع عني فجأة، لما لا أهرب من هنا وحسب؟

 نعم خطة جيدة! تفادي جسد المتملق وأركضي "أنا فقط أمزح دانيال، إنها صديقتنا في النهاية". قالت إلينا بحرجٍ قبل أن تتجه نحوي واضعة يديها بقوة حول كتفي وتنظر لي بحدة.

 أنا شاكرة لدانيال حقًا لمحاولة الدفاع اللطيفة، ولكن أتمنى ألا يعيد الكرة حتى لا تقتلني فريونكا، أبعدت ذراع إلينا عن كتفي والتفت للذهاب، ولكن جسد المتملق توقف أمامي بسرعة وهو يصيح " توقفِ توقفِ!" تنهدت في محاولةٍ لتمالك أعصابي، لم أرفع نظري من فوق الأرضية لمواجهته حتى وهذا أفضل.

"استمعي، أنا أحضر معك محاضرات مادة علم النفس، واليوم كما تعلمين هناك امتحان، لم أستطع الدراسة بالأمس لأني كنت في حفل أقيم في منزل الأخوية! تعلمين؟ كل ما عليك فقط الجلوس في أقرب مقعد لي وأنا سأتكفل بالباقي".

سأقوم بلكمه، في فكه مباشرة.. سأقوم بلكـــمه! كيف استطاع شخصٌ مثله دخول كلية الطب؟ اوه نعم أموال والده! مازلت أحتاج للكم فكه بقوة.

 "يا رجل توقف عن مضايقتها لا تجبرها على ذلك، أنت لستِ مجبورة على فعل ما يريد". قال دانيال منزعجًا من المتملق قبل أن يوجه حديثه لي بلطف لم أعتده من أحد في المكان... ونعم أنا ميتة من قِبَلِ نظرات فريونكا.

 لما يتحدث الجميع معي اليوم؟ " أنت فتاة الخازنة! اوه لقد اصطدمت بك في المكتبة أيضًا!" نعم اكتشاف رائع دانيال هل يمكنني الذهاب الآن؟

"مرحبا أنا دانيال" قال وهو يمد يده، إلهي أنت تزيد الطين بلة الآن، لا أريد التعرف على سيرتك الذاتية أريد فقط الخروج من هذه الورطة.

اومأت على مضض قبل أن أستعد للرحيل لكن أوقفني المتملق مجددًا " لن تهربي من هنا حتى أؤمِنَ مستقبلي الدراسي، ستجلسين بجواري؟"

 اللعنة عليك وعلى مستقبلك وعلى اليوم الذي ولدت أنا فيه سأفعل فقط دعني وشأني، أردت الصراخ لكنّي اكتفيت بإماءة صغيرة.

"ديفي تعلم أنك لست في حاجه للدجاجة النتنة لتنجح، يمكنني إخبارك ببعض الإجابات".

نعم إن لم اخبركم من قبل، يلقبني الأغلبية هنا بالدجاجة النتنة بسب فريونكا التي سكبت بعض قطع الدجاج فوقي في يومنا الأول هنا. تنهدت قبل أن أنظر إلى إلينا التي تنظري نحوي باشمئزاز.

 "أوه شكرًا إنيلا لكن في آخر امتحان علم نفس... لا أريد مفاجئتك لكنكِ حصلتي على درجة سالب ثلاثة". انفجرت ضحكات الأشخاص في المكان لنكتة المتملق واحتقن وجه إلينا بالدماء، كما ما خطب هذا الفتى مع نطقه للأسماء بشكل خاطئ؟

"كما إنها جينجار". صمت الجميع فجأة لصوته الذي على في المكان قاطعًا ضحكاتهم وملامحه الجادة التي أظهرت إنه لا يمزح.

 "عفوًا" قالت إلينا مع حاجبان مرتفعان، نظر المتملق نحوي لأبعد نظري عن وجهه بسرعة " اسمها جينجار وليس الدجاجة النتنة، ما خطبكم بحق يا رفاق؟" صاح مجددًا.

دقيقة واحدة هل يزداد اليوم غرابة لأن المتملق دافع عني للتو و ... ما خطبه اللعين مع اسمي أي ضغينة يمتلكها هذا الفتى ضد اسمي؟ إنها خمسة حروف خمسة فقط جلنار اسمي جلنار.

 " اسمها جينجار اتفقنا!" استيقظت من شرودي على صوته مجددًا حسنًا هذا كثير، هذه درجه عالية من الحُمق لا أستطيع الصمت الآن.

" جلنار! إنه جلــــنـــــار يا رجل ما خطبك مع اسمي؟ إنه خمسة حروف ليست بالأمر الجلل! بحق الـ..".

توقفت عن الصياح عندما أخيرًا شعرت بنظرات الجميع المتفاجئة نحوي، أنا بالكاد أصدق نفسي هل دفعني هذا اللعين على الثرثرة بكل هذا الآن؟

أعنى أنا تقريبًا لا يسمع أحدهم صوتي إلا في مشاركات المحاضرات، وبقية أحاديثي تكون بيني وبين نفسي لكن، نطقه اسمي كل مرة بهذه الطريقة الغبية يغيظني حقًا.

 لم أتجرئ على النظر للأشخاص من حولي سوى فقط لوجه المتملق المصدوم "ماذا؟" همست بينما أراهن أن وجهي يزداد احمرارًا، تنحنح قبل أن يزيل التعبير المتفاجئ ويقول: "لم أكن أعلم أنك تملكين القدرة على الكلام! كان الأمر سيحتاج مني يومان إضافيان حتى أصدق أنك خرساء". صدقني أنا أيضًا أفضل عدم التحدث، أومأت له قبل أن أهرول مبتعدة عن الجميع، قبل أن يتسلل صوت المتملق المتحمس وهو يقول "داني يا رجل، لقد تحدث معي للتو!" ماذا لست وكأني كائن فضائي يتحدث؟ هذا الصباح هو الأكثر إحراجًا، أكثر إحراجًا حتى من مضايقة فريونكا لي!!

للمرة الأولى في حياتي أصل للمحاضرة في وقت متأخر، والفضل كله يذهب للأحمق الذي استنفذ وقتي الثمين.

من الجيد أنها المرة الأولى لذلك سُمح لي الدخول والاستماع للمحاضرة حتى نهايتها، لملمت حاجياتي بسرعة حتى أتجه للخارج لكن جذب انتباهي ورقة سقطت من بين صفحات دفتري، التقطتها باستغراب، إنها تلك الورقة التي سقطت من الكتاب المغلق! أنا متأكدة أني تركتها في المنزل! ما الذي تفعله هنا؟

تنهدت قبل أن أضعها داخل الدفتر مجددًا وأتجه للخارج، لكن توقفت ونظرت إلى الاستاذ مارك الذي يتجمهر مجموعة من الطلبة حوله، يعرضون عليه صور تحتوي على رموز تبدو فرعونية.

لما لا أقوم بـ... لحظة لا، لا هذه فكرة سيئة تمامًا ربما هذه مجرد خربشة غبية، لكن ماذا لو كانت شيء ما؟ لغة ما لا أعرف كيفية ترجمتها؟ الاستاذ مارك مهووس بما يخص هذه المعلومات والرموز وفك اللغات القديمة، لربما يساعدني، لكن إن أعطيته الورقة ربما لن يعيدها إلَيّ؟

اتجهت لأحد المقاعد قبل أن أنزع ورقة من دفتري وأقوم بنسخ مجموعة من الرموز المتجاورة، لن أنسخ كل الرسوم فقط جزء بسيط، وهكذا لن تعطي معنى كامل إن كانت حقًا لغة ما؟

انتهيت أخيرًا وكم كان من الصعب رسمها دون أخطاء، بقيت أنتظر تجمع الفتية من حوله أن يختفي وابتسامة عريضة ترتسم على شفتاي كالحمقاء " آنسة روسيل!" جفلت على صوت الاستاذ الذي انتشلني من شرودي لأجد الجميع يحدق نحوي، مما جعلني أنزل رأسي للأسفل بسرعة في توتر، صوت خطوات الاستاذ نحوي أراحتني، لن أكون مضطرة للتحدث معه وسط تلك المجموعة.

"تحتاجين مساعدة؟" سأل الاستاذ مارك مع ابتسامة ودودة، إنه ذلك الاستاذ في الثلاثينات من العمر جذاب ووسيم رجولي وهو نوعًا ما قريب للطلبة، حيث إنه يفهمهم أكثر من غيره من الأساتذة.

أخذت نفسًا عميقًا قبل أن أقول "أردت سؤالك عن شيء ما". قلت محاولة ألا انظر لعيناه، وضع يديه داخل جيب سرواله ليقترب خطوة نحوي.

تبًا إنه الآن داخل مساحتي الشخصية، مما سيجعلني حمقاء عندما أتحدث "هل هو حول محاضرة اليوم، ألم تفهمي جزء منها؟" سأل بابتسامته الجذابة يا رجل سأقع في حبك الآن!!

 جمعت شتات نفسي قبل أن أحرك رأسي للجهتين نافية، تحولت نظراته للتعجب لذلك دون كلمة أخرى مدت الورقة نحوه، مما جعله يتفاجأ ويعود خطوة للخلف.

نظر ليدي ليقهقه بخفة "هل هذه رسالة إعجاب؟ كيف سأرفض فتاة مثلك الآن؟" تظاهر باليأس لأحاول رسم ابتسامة صغيرة، حتى لا يظن أنني غريبة أطوار "في الواقع هل يمكنك أن تخبرني إن كانت هذه رموز للغة ما أم مجرد... هراء لا معنى له؟" سألت لتتحول تعابير وجهه لأخرى مستغربة وجدية، وينقل عيناه للورقة ويأخذها من يدي.

بدأت أحاول ترقب ردة فعله وقراءه ملامح وجهه، في البداية انعقد حاجبيه بشكل لطيف في تركيز ولم تكن سوى ثواني حتى يرتفع حاجبيه بدهشة ممزوجة ببعض الفضول والاستغراب، ابتلعت بخوف لينظر نحوي بجدية "من أين حصلتي على هذه؟" وهنا تبدأ موجة من الشلل الدماغي وارتجاف اليدين.

 أخبريه الآن، أخبريه أنها من كتاب غريب ضخم من مكتبة الجامعة والذي يبدو أنه ليس من هناك.

وإن نسيت الذكر أن الكتاب أيضًا مغلق بقفل لعين، الكثير من الضوضاء داخل عقلي لكن تمالكت نفسي وقلت بسرعة "لقد كتبتها".

أكثر اجابه حمقاء؟ أعلم، تحولت أنظاره إلى شك واحد حاجبيه قد ارتفع لأعيد ترتيب جملتي "أعني لقد رأيت صورة لها على الإنترنت فقمت بنسخ بعض الرموز وقررت سؤالك عنها". أرجوك لا تكتشف كذبتي أرجوك لا تفعل.

 اومئ بتفهم حتى وإن كانت ملامح الاستغراب بادية على وجهه.

التفت للفتية المجتمعين حول بعض الصور الغريبة في الخلف وقال "شباب يمكنكم الذهاب الآن، سنتناقش حول هذا في مكتبي لاحقًا". بعضهم بدل أنظاره بيننا في استغراب لكنهم أومأوا وخرجوا ليبقى كلأنا.

"هل أنت متأكدة حول الصورة من الإنترنت؟" سأل فجأة، ما باله أصبح جادًا جدًا؟ اومئت بينما بدء شيء من الحماس ينمو بداخلي "إذًا... هل تعرف ما هي؟" سألت بتردد ليشير لي بالجلوس، ويجلس على الكرسي المقابل لي "هذه أحد أقدم الأبجديات على مر التاريخ". قال لأرمش عدة مرات بعدم فهم" إنها حروف قديمة جدًا وليس من السهل أن تكتشف ألواح جديدة تحتوي على هذه اللغة". قال وعيناه معلقة على الورقة بين يديه "مازلت لا أفهم ما هذه اللغة؟" قلت لينظر للورقة ثم ينظر الي "إنها الكتابة المسمارية". 


تعليقات

  1. الف مبرروك الرجعه

    ردحذف
  2. يالله كم انتظرت عشان احس بالحماس هذا و ترجع الروايه زي زمان🔥🔥🔥🔥🔥🔥

    ردحذف
  3. مبارك يا قلبي ❤️❤️ علي الرجعه

    ردحذف
  4. ياااااه بجد الواحد فرحان بشكل 💜💜🥺

    ردحذف
  5. كم لبثناااااااااااااااااااااااااا

    ردحذف
  6. متحمسة جدا لي القرأة من جديد

    ردحذف
  7. يا ربييييي حماسسس واخيرا بعد طول انتظار

    ردحذف
  8. رغم اني جالسه اعيدها نفس حماس اول مره

    ردحذف
  9. واخيرراا 😭😭💕💕

    ردحذف
  10. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  11. و أخيراًاًاًاًاًاًاً يا اسراااااء من بعد طول انتضار 😭✨ قسم بالله اشتقت لهالروايه الحماس يقرأ 1000000

    ردحذف
  12. لقد عدنا بعد سنوات كيف حالكم يا رفاق أتمنى ان تكونوا بخير😔♥️

    ردحذف
  13. وأخيرا انتظرت سنين عشان هاي اللحظة 😭😭😭🤍🤍🤍🤍

    ردحذف
  14. جمييييل و اخييرا حب حياتي توباز رجعت وبنفس الحماس كأنك تقرأ فيها لأول مرة 😭❤️❤️❤️

    ردحذف
  15. شكرا اسراااء على كل جهودك في حفظ الرواية و اعادة نشرها رغم كل الصعوبات❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  16. و بمناسبة الاحداث
    كله متعلق بالظرف اللعين😂😂
    و اشتقنى ليوجين حبيب الكل🥺❤️❤️😂😂😂😂

    ردحذف
  17. شكراااااا حقاااا كنت انتظر من 2019 اتمنى انك تكمليها هذه المرة واتطلع لرواية ورقية

    ردحذف
  18. اخيرا بقي رجعت💃💃💃💃💃

    ردحذف
  19. أشكرك من اليوم حتى الغد اشتقنا للرواية و ليوجين و للفرسان كلهم اشتقنا للغموض و الاثارة و الالغاز والله اني ما نسيت هالقصة و بكل فترة اصير اعمل تخيلات الحمد لله ع الرجعة اتمنى تنزلي باقي الفصول قريب و مشكوورة حياتي اسراء 🫂♥️

    ردحذف
  20. عععععاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا سامعين صراخي حممااااااااس احس اني اتابعها لأول مره حمااااس راح اموووووت

    ردحذف
  21. و أخيرا رجعنا لجلنار و حل الألغاز💗

    ردحذف
  22. تحححفه♥️♥️ جلنار وحشتني اوي مش قادره استني لما يظهر يوجين😂♥️

    ردحذف
  23. 😭😭🖤🖤🖤🖤 حـمـااااااااس مع ان احـنا عـارفـين الأحـداااث الاولـى بسس ستـل حـمـاااااس ملـيـوووون ألـف شككككـر يـا أحـلى و أفـخم كـاتـبـه

    ردحذف
  24. اخيرا وبعد طول انتظار توبازيوووووووس من جديد من أسعد لحظات حياتي

    ردحذف
  25. عع بجد متحمسه اوى ومن كتر ما انا كنت كل فتره بعيد فالروايه وكان عندى أمل فاكره أحداث الفصول كلها وبجد يعنى ممكن أسمعهم بس بجد متحمسه أوى وحماسى مقلش رغم انى عارفه الاحداث وحفظاها أستمرى ♥️♥️

    ردحذف
  26. موسيقى صاخبه لعوده التوبازبوس والرقص المجنون هلموووووووووووو
    واخيرا توبازيوسس فالساحه قادمه اليكم

    ردحذف
  27. هرمنا من أجل هذه اللحظة 😭❤

    ردحذف
  28. حمااااس مش قادره اتنفس

    ردحذف
  29. نفس الحماااااااس 🔥🔥

    ردحذف
  30. الفصل حافظته حرفا حرفا مع ذلك قريته بكل حمااااس😭✨

    ردحذف
  31. بجد عمري ما همل اني اقرأها وبجد بقرأها بنفس الحماس كاني بقرأها لاول مره

    ردحذف
  32. اخيييرااااا .. ما اتوقعت حس بالحماس هيييك بس رسميا قمت صرخ من الحماس لما شافت الحلم و شافت اتريووووس .. مو مصدقه ايمتى نوصل لعند هي الفصووول و عم استنى يوجييين مو مصدقة ان بعد كل هاد الانتظار اخيرا لح نرجع نعيش نفس الاجواء و الحماس

    ردحذف
  33. الحماس مليووووون

    ردحذف
  34. يا عمري 🥺🖤

    ردحذف
  35. وأخيراً🥺🥺😩❤️❤️❤️

    ردحذف
  36. واخيييرا، الرواية ما مليت منها ابدأ، متحمسة لها 😭😭🤍

    ردحذف
  37. حمااااس مش عارفة انااااممم

    ردحذف
  38. نفس الاجواء و نفس الحماس ابغى ابكي و اخيرا حاجة تعدل الموود و تهون علينا الحياة 😭😭😭💕💕💕

    ردحذف
  39. حماااس❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

    ردحذف
  40. بسم الله نبدأ، انا كنت مستنية الرواية من سنيننن والحمدلله رجعت الرواية😭💞بحس اني مابعرف قدر عن فرحتي لانو استنينا كتير بس فداكي♡ هلق رح بلش اقرأ لانو كان عندي دروس وهلق فيني تقريبا اقرا متحمسةةةةةة كتير

    ردحذف
  41. حماااسس!! كبداية جدا حبيت وتحمست اكمل، كثير اشياء غريبة ومو مفهومة لحد الان ومااعنديي صبررر عشان اكمل اعرففهااا اخخخخ بموتت

    ردحذف
  42. اشتقنا للروايه ولجلنار ويوجين واتريوس 😭😭😭

    ردحذف
  43. لو مكنتش رواية خيال علمي لو كانت تصنيف مدرسي كنت هحب كوبل جلنار و ديفيد سوا او دانيال واحد فيهم مش قادرة احدد😭😭

    ردحذف
  44. 🤩🤩وااااو ما اصدق رجعت لها الحماس

    ردحذف
  45. ليه ما الاقى الفصل التالى بعد او حتى رابط له

    ردحذف
  46. اووييييللللللييييي 😭 للحين مش مصدقة انها نزلللت ثااني 😭 من وانا 2 اعدادي انتظرها تنزل كااملة 😭

    ردحذف
  47. أنا بدرس اللغة المسمارية في التاريخ😭😭😭

    ردحذف
  48. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  49. الفصل التاني فين انا جديده هنا

    ردحذف
  50. ممكن رابط الفصل الرابع

    ردحذف
  51. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  52. ممكن رابط الفصل الثاني

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفصل السادس والخمسون | قطعة اللغز المفقودة

الفصل الثامن والأربعين | كالبشر